الجزء الثاني" هل قدرة الله محدودة؟
هل الله يستطيع أن يفعل أي شيء؟
على سبيل المثال : "هل يستطيع أن يخلق صخرة كبيرة بحيث لا شيء يمكنه تحريكها؟" إذا استطاع أن يخلق صخرة كبيرة لا يستطيع شيء تحريكها، فهل يعني ذلك أن الله هو أيضا لا يمكنه تحريكها؟ أم أنه من المستحيل عليه أن يخلق شيئا كبيرا لدرجة أنه لا يستطيع تحريكه؟
يقول لنا الله عز و جل بأنه يفعل ما يشاء و يقدر. يجب الأخذ بعين الاعتبار بأننا في الإسلام ندرك بأن الله لا يريد أن يفعل شيئا مخالفا لصفات ألوهيته. بمعنى أنه لن يموت أبدا لأن هذا سيعني أنه انتفت عنه صفة الحي الذي لا يموت (و التي هي من صفاته المذكورة في القرآن الكريم).
و لذلك، يمكن أن يخلق صخرة (أو أي شيء آخر) كبيرة جدا وثقيلة، لا شيء في الكون كله يمكنه تحريكها. أما هو فيستطيع ذلك، فهو ليس من الكون، ولا يشبه مخلوقاته. و لذلك فإن الله لا يخضع لقوانين الخلق، لأنه هو الخالق والمشرع. و كلما أراد شيئا، بكل بساطة يقول له كن فيكون.
يقول الله عز و جل عن نفسه:
(بديع السموات و الأرض و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة البقرة، الآية: 117.
(قالت رب أنى يكون لي ولد و لم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق
ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة آل عمران، الآية: 47.
(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) سورة آل عمران، الآية: 59.
(و هو الذي خلق السموات و الأرض بالحق و يوم يقول كن فيكون
قوله الحق و له الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب و الشهادة و هو
الحكيم الخبير) سورة الأنعام، الآية: 73.
(إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) سورة النحل، الآية: 40.
(ما كان لله أن يتخذ ولدا سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة مريم، الآية: 35.
(إنما أمره إذا أراد شيئا أن بقول له كن فيكون) سورة يس، الآية: 82,
(هو الذي يحيي و يميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة غافر، الآية: 68.
فعملية الخلق، كما نرى من هذه الآيات، ليست على الإطلاق بالأمر
الصعب بالنسبة لله سبحانه و تعالى، فهو يكتفي بإصدار الأوامر
ليكون كل شيء وفقا لإرادته و مشيئته.